تغيير الدّومين لتجنّب عقوبات جوجل: الحلّ المثالي أم الضّربة القاضية | مدوّنة الدّعم العَربي

Slider

تغيير الدّومين لتجنّب عقوبات جوجل: الحلّ المثالي أم الضّربة القاضية

تمنع جوجل إنشاء أو استخدام العديد من المواقع الإلكترونية بهدف التلاعب بنتائج البحث أو التهرب من قواعدها.

 مؤخّرا بدأتُ أصادف حالات كثيرة لأشخاص ينصحون بتغيير الدّومين لتجاوز انخفاض ترتيب موقع إلكتروني في بحث جوجل بسبب التّحديث الأساسي، وفي الوقت الذي يتعقد البعض أنّ هذا حلّ مثالي، فأعتقد أنّ هذه الخطوة ممكن أن تسبب بضرر أكبر للموقع الإلكتروني.

سأشارك على هذه الصّفحة وجهة نظري حول الموضوع معتمدا على وثائق جوجل وبأدلّة منها وما استطعتُ تحليله واستنتاجه من أنّ هذه الممارسة يُمكن لجوجل أن تعتبرها انتهاكا صارخا لسياساتها وتعاقب المواقع الإلكترونية التي تقوم بها.

عبارة "تغيير الدّومين لتجنّب عقوبات جوجل الحلّ المثالي أم الضّربة القاضية" فوقه شعار مدونة الدعم العربي على خلفية زرقاء تتخللها سداديات كل سداسي يضمّ النطاق الأعلى للمواقع الإلكترونية

بعد الانخفاض الشّبه الجماعي لترتيب المواقع الإلكترونية بعد إطلاق تحديث أغسطس 2024 الأساسي في أنظمة جوجل، والانخفاضات المستمرّة التي تعرفها مع كلّ تحديث أساسي، كان لا بدّ من أعادة النّظر في ممارسات تحسين محرّكات البحث التي يقوم بها مشرفو المواقع الإلكترونيّة المتضرّرون.

أدّى هذا إلى خلق أو التّرويج لممارسات بديلة لتحسين محرّكات البحث (أو على الأقلّ هذا ما يتمّ اعتقاده أو التّرويج له)، ولعلّ أبرز نصيحة تدور وسط مجتمعات مشرفي المواقع الإلكترونية ومحسّني محرّكات البحث -في الآونة الأخيرة- إجابة عن سؤال "ما الذي يُمكنني فعله لتحسين ظهور موقعي بعد تأثّره سلبا بالتّحديث الأساسي" هي: "غيّر الدّومين ليتعافى موقعك الإلكتروني ويستردّ ترتيبه"

لقد تحدّثت في مقال سابق من مدوّنة الدّعم العَربي حول كيف أن تغيير الدّومين لا يؤدّي إلى تجاوز عقوبات جوجل كما تطرّقت إلى حالات يكون فيها من الطّبيعي تغيير الدّومين، ومنشور منتدى حول الموضوع أيضا. لكن اليوم أردت تحليل هذه الممارسة ومدى التزامها بسيايات جوجل من أجل الوصول إلى فهم الآثار التي من الممكن أن تترتّب عنها على صعيد ظهور وترتيب الموقع الإلكتروني على نتائج البحث.

من الطّبيعي أن يتمّ تغيير اسم نطاق موقع إلكتروني، ويُمكن أن يحصل هذا لأسباب عديدة من شأنها أن تصبّ في صالح الأشخاص مثل تغيير الدّومين بسبب العثور على دومين أكثر تمثيلا لمحتوى الموقع الإلكتروني أو النّشاط التّجاري، وهذا طبيعي ومن الممكن ان يكون محمودا أيضا سواء اختار مشرف الموقع تطبيق عمليّة إعادة التّوجيه أو لم يختر ذلك حسب حاجته. وحتّى هنا لا يوجد ما يدعو للقلق.

لكنّ تغيير الدّومين من أجل يتعافى الموقع الإلكتروني من التّحديثات الأساسيّة أو تحديثات المحتوى غير المرغوب فيه حتّى يستردّ ترتيبه أو يتحسّن، فهنا يجب أخذ بعض الأمور بعين الاعتبار.

ولعلّ أهمّ ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو ما تقوله جوجل في صفحة سياساتها مع المحتوى غير المرغوب فيه وتحديدا جزء "التّحايل على السّياسات" حيث جاء:

يشمل التّحايل على السّياسات، على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: إنشاء أو استخدام عدّة مواقع إلكترونية بهدف مواصلة انتهاك سياساتنا.

دعونا الآن نحلّ هذه الفقرة، والتي -ببساطة شديدة- تمنع فيها جوجل إنشاء أو استخدام العديد من المواقع الإلكترونية بهدف التلاعب بنتائج البحث أو التهرب من قواعدها. فإذا كنت تمتلك موقعا واحدا انتهك قواعد جوجل فإنّها تمنع نقل نفس المحتوى إلى موقع إلكتروني آخر.

يعني هذا أنّ جوجل تعتبر أنّ المواقع الإلكترونية التي تغيّر أسماء نطاقها (بطريقة تفيد أنّ هذا التّغيير تمّ فقط من أجل استعادة التّرتيب) تنتهك سياساتها المتعلّقة بالمحتوى غير المرغوب فيه.

ما الذي يعنيه هذا؟ يعني هذا أنّه من الممكن أن تتمّ معاقة المواقع الإلكترونية التي تنتهك سياسة التّحايل على الأنظمة بواسطة إجراء يدوي أو خوارزمي أو ما يُعرف أيضا باسم عقوبة جوجل خفية.

وبدل استعادة التّرتيب بعد إطلاق التّحديث الأساسي التّالي، من الممكن أن تتلقّى ضربة موجعة أكثر بسبب القيام بهذه الممارسة.

أسوأ ما يحدث بسبب هذه النّصيحة هو أنّ هناك أشخاصا يريدون التّعلّم وحلّ مشكلات مواقعهم الإلكترونية يصدّقون هذه النّصيحة ويقمون بتطبيقها للأسف، والذي يعني تعريض مواقعهم الإلكتروني لمزيد من العقوبات أو مزيد من إجراءات تخفيض التّرتيب، وهذا ما أشرت إليه في دليل كتبته لفائدة مشرفي المواقع الإلكتروني على منتدى مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل والذي يدعو إلى إعادة النّظر في ممارسات تحسين محرّكات البحث التي نقوم بها ومطابقها مع النّصائح والإرشادات التي وضعتها جوجل لفلترة الممارسات الجيّدة من الممارسات السّيّئة.

_______

وفي الختام، ومرّة أخرى، تحقّق من النّصائح التي تعثر عليها على الإنترنت ومن الممارسات التي تقوم بها مباشرة على موقعك الإلكتروني وأيضا من النّصائح التي يُقدّمها لك الشّخص الذي وظّفتَه لتحسين محرّكات البحث أيضا والإجراءات التي يقوم بها، وفي حال لم يكن لديك واحدا، يُمكنك الاطّلاع على بعض الأمور التي يجب أخذها بيعن الاعتبار قبل الاستعادة مقدّم خدمة تحسين محرّكات البحث.

وإذا كنت بحاجة إلى مزيد من المساعدة، لا تتردّد من المشاركة في التّعليقات أو بدء مناقشة على المنتدى أو طرح سؤال في مجتمع مجموعة خدمات بحث جوجل، أمّا إذا كنت بحاجة إلى مساعدة خاصّة، فلا تتردّد في التّواصل معي.

0

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

شارك رأيك مع مدوّنة الدّعم العَربي! يرجى الالتزام بقواعد التعليقات. التعليقات التي تحتوي على إساءة أو تشهير أو دعاية أو محتوى مسيء لن يتم نشرها بعد المراجعة اليدويّة.

blogger

منشئي المحتوى

حقوق الطّبع والنّشر, معاملات مالية, معلومات
© جميع الحقوق محفوظة
مع كلّ محمد الورياغلي