لماذا تتراجع المواقع الإلكترونية العربيّة بشكل جماعي في بحث جوجل مع كلّ إطلاق لتحديث أساسي؟ | مدوّنة الدّعم العَربي

Slider

لماذا تتراجع المواقع الإلكترونية العربيّة بشكل جماعي في بحث جوجل مع كلّ إطلاق لتحديث أساسي؟

رأيي الشّخصي حول الحالة العامّة للمحتوى العربي على نتائج بحث جوجل وكيف يُمكن التّعامل مع الوضع.

 للأسف، لا تزال نسبة كبيرة من المواقع الإلكترونية، وخاصة أقصد العربيّة، تعتمد على أساليب تحسين محركات البحث التقليدية التي عفا عنها الزمن أو التي ثبتَ ضررها على تجربة المستخدم وتحسين محرّكات البحث. هذه الممارسات، التي كانت شائعة في الماضي، باتت تعيق تقدم هذه المواقع وتؤثر سلبا على تصنيفها في نتائج البحث.

تراجع جماعي لأداء المواقع الإلكتروني في جوجل بمرور الوقت وأسهم حمراء تشير إلى الأسفل


ليس هذا فقط، المصيبة الكبرى هو حقيقة أنّ العديد -وليس الكلّ- من مشرفي المواقع الإلكترونيّة -كبيرة كانت أو صغيرة- يعتقون أنّهم يقومون بتحسين محرّكات البحث بشكل دقيق وآمِن في الوقت الذين يكونون فيه يسبّبون ضررا ومشاكل على صعيد تحسين الموقع الإلكتروني وظهوره على نتائج بحث جوجل ومنصّات عرضها الأخرى مثل مثل اقتراحات جوجل وأخبار جوجل.


ما السّبب وراء هذا التّراجع الجماعي؟

حسب ما أعتقد، من بين أبرز أسباب تراجع عدد كبير من المواقع الإلكترونيّة العربيّة في بحث جوجل -أتحدّث عن المجتمع العربي- وازدياد نسبة هذه المواقع مع كلّ تحديث، ما يلي:

  • الاعتماد على معلومات منتهيّة الصّلاحيّة أو ضارّة.
  • عدم الاطّلاع المستمرّ على تحديثات وأخبار جوجل حول تحسين محرّكات البحث.
  • الجهل بوثائق جوجل الرّسمية الأساسيّة لكلّ مشرف موقع إلكتروني أو منشئ محتوى، مثل دليل تحسين محرّكات البحث، سياسات المحتوى غير المرغوب فيه ودليل تقييم جودة المحتوى.
  • الجهل بالسّياسات الخاصّة بالمنتجات المستقلّة إلى حدّ ما، مثل سياسات ميزة اقتراحات جوجل وسياسات ميزة أخبار جوجل (في حال كانت الحالة تنطبق)
  • اتّخاذ إجراءات بشكل أعمى، أقصد دون التّفكير في نتائجها، إيجابيّاتها أو سلبيّاتها. بل حتّى التّحقّق من صحّتها ومصادرها.
  • إنشاء محتوى من طرف أشخاص لا فكرة لديهم حول المحتوى بشكل عامّ، سواء من النّاحية اللّغويّة أو أفضل ممارسات تحسين محرّكات البحث. حيث تجد مقالا يتحدّث حول الصّحة ويتطرّق إلى طريقة أخذ دواء تمّت كتابتها من طرف نجّار لا فكرة له عن الطّب، أو مقال حول مخاطر استخدام الأدوات الحادّة في النّجارة من شخص لا يُفرّق حتّى بين أنواع الخشب (أقصد تنعدم خبرته في النّجارة).


من يتحمّل مسؤوليّة هذا التّراجع الجماعي؟

جميعنا يتحمّل المسؤوليّة في هذه السّحابة السّوداء من المعلومات غير الصّحيحة أو المنتهية الصّلاحية التي تغطّي المحتوى العربي، أقصد:

  • صاحب الموقع الإلكتروني: الذي يتحمّل المسؤوليّة في كلّ صغيرة وكبيرة في الموقع بما في ذلك جودة المحتوى. حيث يتوجّب عليه أن يحرص أنّ المحتوى على الموقع -بشكل عامّ- حقّا مفيد للأشخاص ولن يُشكّل لهم ضررا.
  • كاتب المحتوى: سواء كان صاحب الموقع الإلكتروني أو شخص آخر، لأنّ إنشاء محتوى بدون تجربة أو خبرة، يُعتَبَر منعدم القيمة في معظم الحالات خصوصا إذا تعلّق الأمر بمحتوى "أموالك أو حياتك".
  • مراجع المحتوى: الذي يجب أن يتحرّى الدّقة في كلّ صغيرة وكبيرة على الصّفحة، لأنّ كلمة واحدة خاطئة أو تنتهك سياسات جوجل من الممكن أن تشكّل خطرا ليس على الصّفحة فحسب، بل على الموقع الإلكتروني ككلّ.
  • القرّاء: من خلال الإبلاغ عن المحتوى غير المرغوب فيه الذي تتمّ مصادفته في بحث جوجل. لأنّ ذلك سيُساعد أنظمة بحث جوجل على التّمييز بين المحتوى الجيّد والسّيّء.


ما الذي يُمكن فعله للحدّ من هذه الظّاهرة؟ 

إذا كنتَ المسؤول: عن الموقع الإلكتروني وعن المحتوى ومراجعة التّعليقات وتحسين المحتوى وتحديثه إن تطلّب الأمر...، فيجب أن تكون عارفا بما لك وما عليك بشكل دقيق عند إنشاء المحتوى أو تحسين محرّكات البحث. وفي هذه الحالة ستكون العملية شاقّة وقد تأخذ مدّة من الزّمن قبل الاستئناس على طريقة أخذ المعلومات الصّحيحة وطرح الأسئلة المناسبة في الأماكن المناسبة لها.

أمّا إذا كنت تستعين بأشخاص أو فُرُق: فيجب تحرّي الحيطة والحذر والدّقة في اختيار الأشخاص. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن كُتّاب مقالات، فاحرص على أن يكون الكاتب الذي ستختاره أهلا للكتابة. وليس أيّ شخص كتب على ملفّه الشّخصي أنّه كاتب محتوى وفق قواعد السيو.

أيضا إذا كنت تريد الاستعانة بخدمة تحسين محرّكات البحث على موقعك الإلكتروني وعثرتَ على الشّخص الذي تعتقد أنّه مناسب، فعلى الأقل اقرأ مقال جوجل حول هل أنت بحاجة إلى خبير تحسين محرّكات البحث.


كيف تُساهم بشكل شخصي في الحدّ من هذه الظّاهرة

اقرأ المزيد دائما من مصادر موثوقة، وأعلم أنّ ردّ المعلومة لمصدرها فضيلة وليس رذيلة، في حال كنت ترغب في الاطّلاع على آخر تحديثات جوجل، فعليك البقاء على اطّلاع مستمرّ على الوثائق وتحديثات الوثائق وأنظمة التّرتيب ومتابعة حسابات فريق بحث جوجل وموظّفي جوجل الذين ينشرون المحتوى ذو الصّلة بتحسين محرّكات البحث.

حاول إذا كنت غير متأكّد من صحّة معلومة ما، فلا تشاركها مع الأشخاص إلّا بعد أن تتحقّق منها، لأنّ في المعلومة الخاطئة هلاك للمجتمع.

شارك المعلومة المفيد مع الأشخاص الآخرين الذين هم بحاجة إليها، وحذّر من مخاطر المعلومات غير الصّحيحة.

إذا كنت كاتب مقالات، فاكتب حول المواضيع التي لديك دراية بها، حتى لو استعنت بالذّكاء الاصطناعي، لأنّك ستتمكّن من مراجعة المحتوى وتدقيقه.

إذا كنت محسِّن محرّكات البحث فاحرص على اتّباع إرشادات ونصائح محرّكات البحث حول الموضوع الذي تودّ العمل عليه ومعالجته.

في حال لم تكن أي مما سبق، فأضعَف الإيمان مشاركة هذا المقال مع أصدقائك، فرُبّ مبلَّغ أوعَى من سامِع.

_______

ختاما، لقد كان هذا المحتوى صورة لما يجول بخاطري حول ما يشهده مجتمعنا العربي من تقهقر وتراجع بسبب رداءة المحتوى وجودته المنخفضة، ولا أعمّم في أيّ جزء من كلّ ما سبق، واللهم زدنا جميعا علما.

وفي حال كنات لديك أسئلة أو كنت بحاجة إلى مزيد من المساعدة حول تحسين محرّكات البحث، لا تتردّد في التّواصل معي، بدء مناقشة في منتدى الدّعم العربي أو نسؤال على منتدى مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل.


وهذا كلّ ما في الأمر
🤛🏽 🤜


0

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

شارك رأيك مع مدوّنة الدّعم العَربي! يرجى الالتزام بقواعد التعليقات. التعليقات التي تحتوي على إساءة أو تشهير أو دعاية أو محتوى مسيء لن يتم نشرها بعد المراجعة اليدويّة.

blogger

منشئي المحتوى

حقوق الطّبع والنّشر, معاملات مالية, معلومات
© جميع الحقوق محفوظة
مع كلّ محمد الورياغلي