تقييم جودة المحتوى من أكثر العمليّات الشّاقة التي يمكن للشّخص أن يقوم بها، ولكن هذه ليست هي المشكلة، المشكلة والتّحدّي في كيف يعرف يعرف الشّخص هل يقوم بتقييم جودة جيّدا أم لا حتى لا يقوم بعمليّة شاقة بدون فائدة أو مع إلحاض ضرر إضافي بالمحتوى.
شخص يجلس أمام شاشة الكمبيوتر ويستخدم أدوات التحليل: يعبر عن عملية التقييم الرقمي للمحتوى. |
سيكون الهدف من هذه الصّفحة تسليط الضّوء على بعض الجوانب من تقييم جودة المحتوى لتكون للشّخص فكرة أوضح حول طريقة تقييمه للمحتوى.
___
حتى لا تبدو عميّة تقييم الجودة صعبة أكثر من اللازم، تجب معرفة أنّ أي شخص بإمكانه تقييم جودة المحتوى، ليس بالضّرورة حتّى أن يكون منشئ محتوى أو مشرف موقع إلكتروني أو مبرمِجا. بل على العكس -كما أعتقد-، حيث إنّه كلّما كان الشّخص منشئ محتوى أو مشرف موقع إلكتروني من الممكن أن يُشكّل له ذلك عائقا في إطلاق أحكام محايدة وعادلة.
شيء آخر، هو أنّ على مقيّم جودة المحتوى أن يكون شديد التّركيز والملاحظة، يُركّز على الفقرات، الجُمل، الكلمات، الحركات الإعرابيّة وحتّى علامات التّرقيم، وهذا عندما يتعلّق الأمر بتقييم جِودة المحتوى الرّئيسي. (هل لاحظتَ الكسرة تحت حرف الجيم في كلمة "جِودة" التي من المفترض أن تكون "جَودة"؟! إذا فعلت ذلك فعلى الأرجح بإمكانك أن تكون مقيّم جودة جيّدا هذا إن لم تكن مقيّم جودة حاليا بالفعل)
أمّا عندما يتعلّق الأمر بتقييم جودة صفحة ما بشكل عامّ، فلاحظ ما تقوله جوجل تقول في دليل مقيّمي جودة البحث:
لكلّ صفحة تقوم بتقييمها، اقضِ بضع دقائق في فحص "المحتوى الرّئيسيّ" قبل التّوصّل إلى نتيجة حولها. اقرأ المقالة، شاهد الفيديو، افحص الصّور، استخدم الآلة الحاسبة، العب اللّعبة عبر الإنترنت، وما إلى ذلك. تذكر أن المحتوى الرّئيسي يتضمّن أيضا ميزات الصّفحة ووظائفها، لذا اختبر الصّفحة. على سبيل المثال، إذا كانت الصّفحة عبارة عن صفحة منتج على موقع ويب لمتجر، فضع منتجًا واحدًا على الأقل في عربة التّسوّق للتّأكّد من أنّ عربة التّسوّق تعمل. إذا كانت الصّفحة عبارة عن لعبة عبر الإنترنت، فحاول أن تلعب اللّعبة بنفسك. ابذل قصارى جهدك لتتخيّل أنك شخص مهتمّ جدّا بالموضوع أو الوظيفة أو الغرض الذي تخدمه الصّفحة، ثم فكّر في مدى إرضاء المحتوى الرّئيسي لهذا الشخص.
المزيد من التّفاصيل في قسم التّقييم العامّ لجودة الصّفحة من دليل مقيّمي جودة البحث في جوجل.
ما الذي يُشتَرط في مقيّم جودة محتوى ناجح
حتّى تكون مقيّما ناجحا لجودة المحتوى، ستحتاج إلى:
- تجربة في استخدام الويب كمستخدم عاديّ.
- معرفة متعمّقة بهذه المبادئ التوجيهية (التّالية).
- والأهم من ذلك هو التدّرُّب على القيام بمهامّ تصنيف جودة الصّفحة! (وهذا من بين ما يفعله أعضاء منتدى الدّعم العربي الحاصلين على شارة "المختبِر" في هذه الأثناء في "مختَبَر" المنتدى)
- في حال كان الأمر يتطلّب تقييما دقيقا لموضوع الصّفحة ككلّ، يجب أن يكون للشّخص إلمام بالموضوع أو تجربة أو خبرة في موضوع الصّفحة.
المبادئ التي يجب على مقيّم جودة معرفتها
يتطلّب تقييم جودة المحتوى معرفة وفهما متعمّقا -باختصار- لما يلي:
- فهم صفحات الويب والمواقع الإلكترونية.
- فهم الغرض من صفحة ويب.
- تمييز مواضيع "أموالك أو حياتك" في أنواع المحتوى الأخرى.
- القدرة على تحديث المحتوى الرّئيسي
- القدرة على تحديد المحتوى الثّانوي
- القدرة على تحديد المحتوى التّرويجي والإعلاني
___
مشكلة رائجة في تقييم جودة المحتوى
هناك مشكلة رائجة يقوم بها بعض الأشخاص الذين يُحاولون تقييم جودة المحتوى الخاصّ بهم، وهي الأكثر خطرا كذلك، وهو أنّ مقيّم الجودة لا تكون لديه معرفة متقدّمة بالمبادئ الأساسيّة لتقييم الجودة. فيقوم بتقييم الجودة بناء على مبادئ ومعايير مغلوطة أو غير مفيدة أو ضارّة.
كيف يعني؟
على سبيل المثال، من أكثر الأخطاء التي يرتكبها بعض مقيّمي الجودة، هو جعل عدد الكلمات (بشكل مجرّد) معيارا لتقييم جودة صفحة ما. فإذا بدأوا بتقييم جودة مقال، ووجدوا أنّ عدد كلماته يتجاوز الـ1.000 أو 3.000 كلمة سيأخذون عنه انطباعا مباشرة بأنّه مقال جيّد. وإذا وجدوا أنّ مقالا يقلّ عدد الكلمات فيه عن 300 كلمة فسيأخذون انطباعا عن المقال بإنّه غير جيّد. مزيدا من المعلومات حول عدد كلمات المقال وعلاقته بالجودة.
مثال آخر من أخطاء تقييم جودة المحتوى وهو أنّ بعض المقيّمين يقومون بالحكم على سمعة موقع الإلكتروني باستخدام مقياس سبام سكور الخاص بشركة مووز.
هذا بالنّسبة لتقييم الجودة العامّة بشكل عام. أمّا عند الحديث عن تقييم جودة مواضيع معيّنة، فإنّ أكثر الأخطاء شيوعا هو تقييم جودة مواضيعَ ليس للمقيِّم إلمام بها أو خبرة أو معرفة. على سبيل المثال، تقييم جودة مقال يتحدّث حول أدوية داء السّكّري من طرف شخص غير اختصاصي في مجال الطّبّ. وأعني أن يكون متخصّصا! مثل دكتور معروف في عيادة أو مصحّة.
_______
في الأخير، وفي حال كنت تريد فقط عمل تقييم لمحتواك الخاصّ، فأدعوك إلى قراءة الدّليل الآموني للتّقييم الذّاتي لجودة المحتوى والموقع الإلكتروني، بينما إذا كنت تريد البدء في احتراف تقييم جودة المحتوى الوصّفحات بشكل عامّ، وخصوصا من منظور محرّك بحث جوجل فإليك دليل مقيّمي الجودة من جوجل.
كما يُمكنك الانضمام إلى منتدى الدّعم العَربي حيث سيكون بإمكانك التّدرّب في "مختَبَر المنتدى" على تقييم جودة المحتوى عندما ستكون مؤهّلا.
واحذر كلّ الحذر من عمل تقييم جودة غير دقيق، لأنّ ذلك سيتسبب في إلحاق الضّرر بمحتوى صفحتك وربّما موقعك الإلكتروني ككلّ.
أمّا الآن، فقد وصلت إلى نهاية الصّفحة، لكن هذا ليس كلّ شيء، حيث يُمكنك طرح استفساراتك وأسئلتك في مناقشة المنتدى حول تقييم جودة المحتوى أو نشر سؤال في مجتمع مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
شارك رأيك مع مدوّنة الدّعم العَربي! يرجى الالتزام بقواعد التعليقات. التعليقات التي تحتوي على إساءة أو تشهير أو دعاية أو محتوى مسيء لن يتم نشرها بعد المراجعة اليدويّة.