عند الحديث عن العدد المناسب من الكلمات أو العدد المناسب من الرّوابط الخارجيّة التي يجب وضعها في المقال حتّى يكون محسّنا لمحرّكات البحث، فإنّ أوّل ما يبادر إلى ذهن القارئ هو أنّ هناك عددا ما من الرّوابط الخارجيّة أو من الكلمات، إذا تمّ تطبيقه على صفحة ويب فإنّها تكون محسَّنة لمحرّكات البحث.
لطالما كان هذا من بين الأسئلة الأسئلة الأكثر شيوعا التي يتساؤلونها مشرفي المواقع الإلكترونية ومنشئي المحتوى فيما بينهم.
الجواب القصير عن هذا السّؤال هو: ليس هناك عدد معيّن من الكلمات أو الرّوابط الخارجيّة التي يجب وضعها على الصّفحة لتكون محسَّنة لمحرّكات البحث؛ أكثر من هذا، وهو أنّ الالتزام بمثل هذه الأمور قد تكون له نتائج سيّئة على المحتوى والموقع الإلكتروني.
أمّا في حال كنت ترغب في سماع الجواب الطّويل فإليك التّفاصيل:
تخيل أنك تبحث عن وصفة طعام معيّنة. هل تفضل وصفة طويلة مليئة بالكلمات الفارغة أم وصفة مختصرة وواضحة توفر لك كل المعلومات التي تحتاجها؟
الجواب واضح، الأهم هو الجودة وليس الكمّيّة. الأمر نفسه ينطبق على المحتوى الرّقمي، فالتّركيز يجب أن ينصب على تقديم قيمة حقيقية للقارئ وليس على ملء الصفحة بالكلمات والروابط.
بالإضافة إلى هذا، قد ينجم عن الالتزام بعدد معيّن من الكلمات والرّوابط على الصّفحة أشياء من الممكن أن تؤثّر بشكل سلبي.
سلبيات الالتزام بعدد معيّن من الكلمات أو الرّوابط الصّادرة
في ما يلي بعض السّلبيّات التي قد تنجم عن الالتزام بعدد معيّن من الكلمات أو الروّابط الصادرة في صفحة ويب من منظور تحسين محركات البحث:
- تقييد المحتوى
- إعاقة الهيكل الطّبيعي للمحتوى
- تأثير سلبي على تجربة المستخدم
- مخالفة توجيهات محرّكات البحث
تقييد المحتوى
-
عدم كفاية الشرح: قد لا يكون عدد الكلمات المحدد كافيا لتقديم شرح وافٍ ومفصّل للموضوع، مما يؤثّر على جودة المحتوى وقدرته على الإجابة
على استفسارات الأشخاص.
- تركيز زائد على الكلمات المفتاحية: قد يدفع هذا الالتزام بالتركيز الزائد على تكرار الكلمات المفتاحية بطريقة غير طبيعية، مما يضرّ بقابلية قراءة النّصّ ويؤدّي إلى عقوبات من محركات البحث قد تكون عقوبات خفيّة أيضا.
إعاقة الهيكل الطّبيعيّ للمحتوى
-
فقرات قصيرة جدّا: قد يؤدّي التقيُّد بعدد معيّن من الكلمات إلى
إنشاء فقرات قصيرة جدّا وغير مترابطة، مما يجعل النّصّ صعبا في الفهم.
- جُمل غير مكتملة: قد يتم قطع الأفكار في منتصف الجملة للحفاظ على عدد الكلمات، مما يؤثر على سلاسة القراءة.
تأثير سلبي على تجربة المستخدم
-
عدم تلبية احتياجات المستخدم: قد لا يكون المحتوى القصير
قادرا على تلبية احتياجات المستخدم بشكل كامل، مما يدفعه للبحث عن مصادر أخرى.
- تصميم غير جذاب: قد يؤدي تقسيم المحتوى إلى أجزاء صغيرة جدّا إلى تصميم صفحة غير جذاب وغير مرتب.
مخالفة توجيهات محركات البحث
-
محتوى رقيق: قد يعتبر محرك البحث المحتوى القصير جدا -مقارنة بالكمّ المطلوب ليلبّي الغرض من الصّفحة- أو
المحتوى الذي يركّز بشكل كبير على الكلمات المفتاحيّة بأنه "محتوى رقيق" ويقلّل من
تصنيفه.
- عقوبات خوارزمية: قد يؤدي انتهاك توجيهات محركات البحث بشكل متكرر إلى فرض عقوبات على الموقع الإلكتروني، مما يؤثر سلبا على ظهوره في نتائج البحث.
دليل آخَر
كنتُ قد كتبتُ في الماضي حول كيف أنّ الالتزام بعدد معيّن من المعايير لا يعني انّ الصّفحة محسّنة لمحرّكات البحث، وأتيت ببعض المواضع التي تقول فيها جوجل بأنّ عدد الكلمات ليس معيارا لتقييم لجودة الصّفحة. حيث استشهدتُ ببعض الوثائث والمنشورات التي ينشرها فريق بحث جوجل.
وكدليل آخر، قام شخص مؤخّرا على منصّة لينكد إن بسؤال جون مولر السّؤال الآتي:
من الممارسات الشائعة بين خبراء تحسين محركات البحث الاعتقاد بأن إضافة إجمالي 2-5 روابط داخلية وحوالي 1-3 روابط خارجية في منشور مدونة مكون من 1000 كلمة أمر مفيد. كما يعتقدون أن إضافة المزيد من الروابط قد يكون ضارًا بموقعهم، في حين أن إضافة عدد أقل من الروابط قد لا يوفر الكثير من القيمة. هل يمكنك توضيح ما إذا كانت كمية الروابط مهمة حقًا؟
فكان جواب جون مولر ما يلي:
لا يقوم أحد في جوجل بحساب الروابط أو الكلمات الموجودة في منشورات مدونتك، وحتى لو فعلوا ذلك، فإنني أوصيك بالكتابة لجمهورك. لا أعرف جمهورك، لكنني لم أقابل بعد أي شخص يحسب الكلمات قبل قراءة أي محتوى.
وفي الختام، أودّ القول أنّه ما دمتَ تقرأ مثل هذه المعلومات وتبحث في الصحيح منها لميّزه عن سقيمها، فيُمكنني القول أنّك على المسار الصّحيح. لهذا، إذا كانت لديك المزيد من التّساؤلات أو كنت بحاجة إلى المساعدة، يُمكنك الانتقال إلى منتدى المساعدة أو نشر سؤال في منتدى مجموعة خدمات بحث جوجل.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
شارك رأيك مع مدوّنة الدّعم العَربي! يرجى الالتزام بقواعد التعليقات. التعليقات التي تحتوي على إساءة أو تشهير أو دعاية أو محتوى مسيء لن يتم نشرها بعد المراجعة اليدويّة.