ببساطة، إعادة صياغة المحتوى هي عملية أخذ محتوى موجود مسبقا، سواء تعلّق الأمر بمحتوى نصّيّ أو صوريّ أو فيديو، وإعادة كتابته وصياغته بشكل مختلف مع الحفاظ على المعنى الأصليّ له.
يدخل ضمن إعادة صياغة المحتوى أشياء عديدة، مثل تلخيص مقال طويل في ملخّص قصير وترجمة نصّ من لغة إلى أخرى وما إلى ذلك.
ما سأتحدّث عنه في هذه الصّفحة سيتعلّق بالمحتوى المكتوب، وتحديدا إعادة صياغة المقالات التي كتبها في الأصل نفس الكاتب أو إعادة صياغة مقالات من مواقع إلكترونيّة أخرى وإعادة نشرها، وسواء تمّت إعادة الصّياغة بطريقة يدويّة أو بطريقة آلية مثلا باستخدام الذّكاء الاصطناعيّ.
ومما هو مفهوم من السّياق، فإنّ هذه الصّفحة موجَّهة لمشرفي المواقع الإلكتروني وكُتّاب المقالات الذين يعيدون صياغة مقالات موجودة بالفعل وإعادة نشرها، للإجابة عن سؤال ما مدى فائدة نشر محتوى تمّت إعادة صياغته. هل يُحقّق نفس الفائدة على صعيد الظّهور على نتائج البحث؟ هل تتصدّر المقالات التي هي عبارة عن إعادة صياغة لمقالات أخرى؟ والمزيد إن شاء الله
لمحة عامّة
بشكل عامّ، إعادة صياغة المحتوى المكتوب ممارسةٌ مفيدةٌ ما دامت في حدودها المعقولة، بعبارة أخرى، قد يقوم شخص بإعادة صياغة صفحة طويلة في ملخّص قصير سريع وسهل القراءة، كما قد يقوم شخص آخر بإعادة صياغة صفحة علميّة ذات مصطلحات معقَّدة ليجعلها أكثر قابليّة للقراءة والفهم من طرف العامَّة... وهكذا.
من المفترض أنّ يَنتُج عن إعادة صياغة المحتوى شيء إيجابيّ، بحيث يُضيف قيمة للمحتوى الأصليّ، مثل تقصير أو تحديث أو تبسيط أو تطويع المحتوى أو أي شيء من شأنه أن يساعد في وصول المحتوى إلى ذهن القارئ.
ومن هنا يُمكن التّأكيد على أنّ إعادة صياغة المحتوى شيء مفيد ما دام الهدف من إعادة الصّياغة شيء مفيد للأشخاص، ويُمكن أن نستنتج أيضا أنّ المحتوى الذي تتمّ إعادة صياغته دون تقديم قيمة إضافيّة أو تتمّ إعادة صياغته لغايات أخرى غير مفيدة للأشخاص قد لا يكون أمرا جيّدا.
فعلى سبيل المثال، إعادة صياغة مقال من موقع إلكتروني من خلال استبدال المرادفات فيه فقط دون إضافة قيمة حتّى يبدو على أنّه محتوى أصليّ وأنشره على موقعي الإلكتروني قد لا تكون ممارسة جيّدة، حيث بالإضافة إلى كون المحتوى الذي أعيدة صياغته لا يُقدّم قيمة، فهو يدخل ضمن سرقة المحتوى.
بذل القليل من الجهد في إعادة صياغة مقال لإضافة قيمة له قد لا يتطلّب جهدا كبيرا، بل أكثر من ذلك، يُمكن إضافة المزيد من القيمة لمقال حتّى لو تتمّ إعادة صياغته.
أمثلة لإعادة صياغة المحتوى
يُمكن أن تأخذ إعادة صياغة المحتوى المكتوب أشكالا عديدة، منها يكون مفيدا للأشخاص، ومنها ما لا يكون مفيدا للأشخاص:
أمثلة جيّدة لإعادة صياغة المحتوى
- إعادة صياغة خبر: على سبيل المثال من أجل جعله أكثر سهولة في الفهم.
- إعادة صياغة مقال: على سبيل المثال من أجل تسليط الضّوء على النّقاط الرّئيسيّة فيه.
- إعادة صياغة درس: على سبيل المثال من أجل جعله أكثر قابليّة للفهم والاستيعاب للطُّلَّاب.
أمثلة سيّئة لإعادة صياغة المحتوى
- إعادة صياغة خبر: على سبيل المثال فقط لبدوَ أصليًّا من أجل تفادي حقوق الطّبع والنّشر فقط.
- إعادة صياغة مقال: على سبيل المثال لإعادة نشره فقط لأنّه حقّق مشاهدات عالية من أجل جلب مشاهدات إضافيّة دون إضافة قيمة.
هل إعادة صياغة المحتوى ممارسة جيّدة؟
للإجابة عن هذا السّؤال بشكل موسَّع أكثر، يُمكن القول أنّه إذا كان الهدف من إعادة صياغة محتوى مكتوب هو إفادة القارئ بالدّرجة الأولى فيُمكن اعتبارها ممارسة جيّدة، بينما إذا كان الهدف من إعادة صياغة المحتوى هو تمويه أصالة المحتوى أو إعادة صياغته دون إضافة قيمة حقيقيّة فيُمكن اعتبارها ممارسة سيّئة.
إعادة صياغة المحتوى وتحسين محرّكات البحث
في وقتنا الرّاهن، صارت عمليّة تحسين محرّكات البحث تعتمد على الجودة النّهائيّة للمحتوى ومدى فائدته وقيمته بالنّسبة للأشخاص، فإذا كان المحتوى الذي تمّت إعادة صياغته يُوفِّر قيمة للقارئ ولا ينتهك سياسات محرّكات البحث بما فيها جوجل أو حقوق صاحبه الأصليّ فسيكون شأنها شأن أي صفحة أخرى تضمّ قيمة، لها فرصة للظّهور والتّصدّر على نتائج البحث. بينما إذا كانت الصّياغة غير ذات قيمة أو تنتهك حقّ صاحبها الأصلي (حقوق الطّبع والنّشر مثلا) فسيكون شأنها شأن الصّفحات التي تقدّم محتوى مكرّرا غير ذي قيمة قد لا تحقّق النّجاح الطلوب على نتائج البحث وقد يتمّ استبعادها منها.
بشكل عامّ، يعتمد مدى حضور الصّفحة التي تمّت إعادة صياغتها في نتائج البحث على مدى فائدتها ومدى نجاحها في تحقيق غرضها والغاية منها وجودتها النّهائيّة، فإنّ كانت عالية الجودة ظهرت وتألّقت، وإذا كانت سيّئة الجودة زالت من نتائج البحث أو تقهقرت.
محتوى غير قابل لإعادة الصّياغة
ليس كلّ المحتوى قابل لإعادة الصّياغة، وإذا تمّت إعادة صياغته يفقد قيمتَه بشكل جزئيّ أو يفقد قيمتَه بالكامل، فمنه ما يكون من المستحيل إعادة صياغته دون فقدان قيمته الأصليّة، ومنها ما يُمنَعُ أو يستحيل إعادة صياغته مع حفاظه على القيمة.
على سبيل المثال لا الحصر:
- النّصوص الدّينيّة: مثل كلام ربّ العالمين أو أحاديث الأنبياء والمرسَلين.
- النّصوص القانونيّة: مثل المرسومات والعقود.
- المحتوى الشّخصي: مثل الرّسائل والسّجلّات العائليّة.
في الختام، إنّ إعادة صياغة المحتوى عمليّة مهمّة من شأنها إفادة القارئ بشكل كبير وتُعتَبَر ذات فائدة إذا تمّت لغاية إفادة الأشخاص، بينما قد لا تكون ممارسة جيّدة في حال تمّ استخدامها لأغراض أخرى غير إفادة الأشخاص بالدّرجة الأولى.
في حال كانت لديك أسئلة أو كنت بحاجة إلى مزيد من المساعدة، لا تتردّد في مشاركتها في التّعليقات، نشر منشور في مجموعة جوجل سيرش كونسول بالعَربي أو طرح سؤال في منتدى مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
شارك رأيك مع مدوّنة الدّعم العَربي! يرجى الالتزام بقواعد التعليقات. التعليقات التي تحتوي على إساءة أو تشهير أو دعاية أو محتوى مسيء لن يتم نشرها بعد المراجعة اليدويّة.